كلمة الرئيس

من مدينة إلى حاضرة كبرى

أكادير في انبعاث متجدد

عزيز أخنوش
رئيس المجلس الجماعي لأكادير

لقد كانت مدينة أكادير على مر العقود تجسيدا حقيقيا لمفهوم الانبعاث بكل أبعاده، فبعد إعادة بنائها إثر مأساة زلزال 1960 بفضل إرادة وإيمان ملك وشعبه،

 ها هي أكادير اليوم تعيش انبعاثا جديدا بفضل برنامج التهيئة الحضرية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، والذي سوف يساهم في تحقيق نهضة حضرية غير مسبوقة بالمدينة.  

وإيمانا منا بضرورة مواصلة هذه الدينامية، فقد قمنا بتسطير برنامج عمل طموح يمتد على مدى خمس سنوات (2022-2027). ويعتبر هذا البرنامج، الذي يضع الساكنة في صلب أولوياته، ثمرة شهور عديدة من الإنصات، والتشاور وتبادل الآراء والأفكار مع الأكاديرين والأكاديريات ومختلف القوى الحية في المدينة.

وبذلك نكون قد وضعنا قواعد المنهج التشاركي، وأسسنا لثقافة الحوار المباشر مع الساكنة، وهي المبادئ التي سنعمل على تكريسها مستقبلا في جميع قراراتنا ومبادراتنا إلى أن ترقى مدينتنا إلى مصاف  الحواضر العالمية

فمدينتنا لن تبقى مجرد وجهة سياحية، بل ستتحول إلى قطب اقتصادي واجتماعي قادر على توفير شروط خلق الثروة وجلب المستثمرين من كل أنحاء العالم. مدينتنا اليوم، تتطلع لأن تصبح حاضرة ذكية ومستدامة، تعمل على تحقيق معايير جودة الحياة لساكنتها، وتمنح تجربة فريدة لزوارها.

أكادير تتوفر كذلك على المؤهلات، التي تمكنها من تطوير قطاعي الثقافة والرياضة. والتي تعتبر من المجالات الواعدة، التي من شأنها أن تخلق جيلا رائدا من المواهب المحلية، وأن تساهم في الرفع من جاذبية المدينة كوجهة  ثقافية ورياضية عالمية.

ومن خلال تعزيز ترسيخ هويتها،  تطمح مدينتنا إلى أن تصبح عاصمة للثقافة الأمازيغية عبر العالم، مساهمة بذلك في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وفي حماية تراثها الثقافي العريق القائم على قيم التسامح والعيش المشترك.

إن أكادير اليوم مشروع مدينة حاضرة.. راسخة بجذورها في تاريخها.. ومتطلعة إلى مستقبل أفضل

وبتظافر جهودنا جميعا، سوف ننجح في أن نبوأ مدينتنا المكانة التي ارتضاها لها جلالة الملك نصره الله وأيده: في وسط المملكة وبوابتها نحو عمقها الإفريقي.