بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
حضرات السيدات والسادة
قبل افتتاح أشغال دورتنا اليوم، أدعوكم إلى الوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء فاجعة الزلزال الذي ضرب مناطق مختلفة من مغربنا الحبيب. راجين من العلي القدير أن ينعم على بلادنا بالأمن والطمأنينة.
(قراءة الفاتحة)
أيها الحضور الكريم ،
تنعقد هذه الدورة العادية، وبلادنا لازالت تلملم جراح المصاب الجلل إثر الزلزال الذي مس مناطق مختلفة من ربوع بلادنا.ومن هذا المنطلق لابد أن نشير إلى انخراط جماعة أكادير، مباشرة بعد وقوع الهزة الأرضية وإلى غاية يومنا هذا للمساهمة في التخفيف من أثر الفاجعة على الدواوير المتضررة بإقليم تارودانت.
وفي مايلي، نبذة عن التدابير المتخذة في هذا الإطار:
– تشكيل “خلية أزمة” من أجل تعبئة الفاعلين الاقتصاديين بتنسيق مع عدد من الهيئات المدنية من أجل جمع التبرعات، حيث تم إرسال شاحنات محملة بالمواد الغذائية والأغطية والخيام إلى مجموعة من الدواوير المتضررة.
– التنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة سوس ماسة من أجل تدارس الإجراءات والتدابير التي وجب اتخاذها من أجل تهيئة مستشفى الحسن الثاني قصد استقبال الحالات المستعجلة الوافدة من المناطق الجبلية الأكثر تضررا من هذه الفاجعة.
– فتح مجموعة من الفضاءات العمومية من أجل إيواء والتكفل بالعائلات المرافقة للوافدين على مستشفى الحسن الثاني بتنسيق مع السلطات المحلية.
– تشكيل لجنة مشتركة بمعية المصالح الولائية وبشراكة مع مجموعة من مكاتب الدراسات ومكاتب المراقبة المختصة في البناء المضاد للزلازل، مهمتها الاستجابة لطلبات المواطنين المرفوقة بالصور التي توثق حجم الضرر الذي لحق البنايات، وذلك من أجل تقديم الخبرة التقنية اللازمة واقتراح الحلول المناسبة لدعم وتعزيز متانة وصلابة هذه البنايات.
– دعم الدواوير المتضررة من حيث الإنارة والوسائل اللوجستية.
– تقديم الدعم اللوجستي من آليات ومواد بالإضافة إلى الإمكانات البشرية اللازمة لتعقيم وتطهير مجموعة من الدواوير المتضررة بدعم من مكتب حفظ الصحة لجماعة أكادير
وإذ ننوه بالمجهودات المواطنة التي تبذلها مكونات جماعة أكادير، منتخبين وأطر وموظفين، فإننا نجدد تجندنا الدائم خلف أمير المؤمنين، الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المساهمة في إعادة الإعمار والتأهيل العام للمناطق المتضررة من فاجعة الزلزال.
وفي هذا الصدد نعرض على أنظار مجلسكم الموقر اليوم، مقترحا من أجل المصادقة على تخصيص مبلغ 10 ملايين درهم كمساهمة من جماعة أكادير في الصندوق الخاص بتدبير آثار الزلزال.
وبقدر ألمنا جراء ما خلفته هذه الفاجعة من خسائر في الأرواح والممتلكات، بقدر ما أثلج صدرنا حجم التضامن والتلاحم الذي أبان عنه المغاربة في كل ربوع المملكة والذي يجسد روح القيم المغربية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة وإشادة من طرف العديد من المؤسسات الدولية.
حضرات السيدات والسادة،
تميزت الفترة الفاصلة بين دورة ماي الأخيرة و دورة أكتوبر الحالية بمجموعة من التدشينات والتظاهرات واللقاءات التي نظمها وساهم فيها ودعمها مجلسكم الموقر:
انعقد الاجتماع التاسع للجنة الإشراف والتتبع والتقييم لبرنامج التهيئة الحضرية لأكادير 2020-2024، من أجل الوقوف على مستوى تقدم مختلف الأوراش . وقد سجلنا بكل فخر واعتزاز الدينامية التي يعرفها إنجاز مكونات هذا الورش الملكي، حيث تم تدشين وافتتاح مجموعة من المرافق العمومية والمحاور الطرقية والفضاءات الخضراء، والذي غير بشكل واضح، معالم المدينة، مما انعكس بشكل إيجابي على الحياة اليومية للساكنة. فضلا عن فتح آفاق جديدة لتعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية لمدينة أكادير.
وفي هذا الصدد نجدد سعينا الثابت لاتخاذ التدابير اللازمة لضمان تنزيل مختلف مشاريع برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير في احترام تام لدفاتر التحملات والآجال المحددة لذلك. ونود إثارة الانتباه أننا نبذل مجهودا كبيرا من أجل رصد الاعتمادات المالية المخصصة لهذا الغرض، حيث وفرنا مايناهز 80% من التزاماتنا لسنة 2023. كما ننوه بهذه المناسبة بالأوراش التي تم إطلاقها في إطار الاستراتيجية التي ينهجها مكتبنا من أجل تدبير قطاع المالية والتي ترتكز على أساسا الرفع من المداخيل وترشيد النفقات.
أيها الحضور الكريم،
يسرنا اليوم أن نشد على أيادي الموظفين وعمال النظافة الذين سهروا على تدبير أيام عيد الأضحى بكافة تراب جماعتنا، من تهيئة المصليات إلى التدبير الناجع والفعال لجمع نفايات الأضاحي.
وكما كان مرتقبا عرف موسم الإصطياف توافدا هاما على وجهة أكادير من حيث السياحة الداخلية والعالمية. وقد تم تخصيص موارد بشرية وإمكانات لوجستية هامة من أجل السهر على نظافة المنطقة السياحية وشاطئ المدينة، على مدار 24 ساعة طيلة فصل الصيف.
كما عملنا على ضمان انسيابية السير والجولان بالمدينة من خلال فتح المحاور الطرقية الكبرى التي كانت مغلقة بسبب أشغال التهيئة الحضرية وتخصيص كل من المرآب تحت أرضي الإنبعاث، ساحة الأمل والمخيم الدولي لأكادير لركن السيارات بشكل مجاني.
وشهد موسم الصيف كذلك تنظيم سهرات وأنشطة ثقافية ورياضية، غنية ومتنوعة بالحدائق العمومية والساحات الكبرى والمركبات الثقافية للمدينة من أنزا إلى تكوين، مما لقي استحسان ساكنة المدينة وزوارها، وهذا يشجعنا على تعزيز العرض الثقافي للرفع من جاذبية المدينة خلال موسم الصيف.
ولن يفوتنا أن نعبر عن أسفنا الشديد تجاه بعض الممارسات التي شهدها شاطئ أكادير خلال موسم الاصطياف والتي تشكل عائقا حقيقيا أمام الرقي بجمالية المدينة. وفي هذا الصدد، فقد بادرنا إلى عقد اجتماعات تشاورية من أجل الاشتغال على تصور مبتكر لنموذج حكامة جديدة للمنطقة السياحية تأخذ بعين الاعتبار الأهمية البالغة التي يكتسيها شاطئ أكادير في الجاذبية السياحية للمدينة.
حضرات السيدات والسادة،
إن هذه الدورة تترجم حقيقة، التزامنا منذ تولينا تدبير هذا المجلس الموقر بالعمل على تحقيق العدالة المجالية بتراب جماعة أكادير، وذلك من خلال تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز، عبر إرساء بنية تحتية عصرية وإحداث مرافق عمومية ذات جودة عالية للرقي بجودة حياة الساكنة.
وتتميز هذه الدورة ببرمجة مشاريع استثمارية هامة، موضوع اتفاقيات وميزانية استثمار لسنة 2024، تتجاوز المليار درهم. وبالمصادقة على النقاط المقترحة في جدول الأعمال سوف نكون قد استوفينا 65% من برنامج عمل الجماعة 2022-2027 برمجة وتمويلا في متم السنة الثانية من فترتنا الانتدابية.
أيها الحضور الكريم،
لقد تلقينا بسعادة عارمة، الخبر الذي زفه جلالة الملك نصره الله والمتعلق باعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم لملف المغرب-إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم. وقبلها بأيام، حظي بلدنا بشرف تنظيم كأس إفريقيا للأمم لسنة 2025، وهذا يجسد للمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى.
وعلى ضوء هذه المستجدات، فإننا ندعو جميع أعضاء مجلس جماعة أكادير لأخذ بعين الاعتبار اختيار مدينة أكادير لاستضافة هذه التظاهرات. وذلك بالتفكير مليا عند تحيين برنامج عمل الجماعة بمختلف المشاريع التي يجب برمجتها من أجل الاستعداد لهذا العرس الكروي الهام. وأخص هنا بالذكر على سبيل المثال، لا الحصر، تأهيل المحيط الخارجي لملعب أدرار والمحطة الطرقية للمدينة.
وإذ ننوه، مجددا، بالمجهودات التي يبذلها هذا المجلس الموقر، منتخبين وأطر وموظفين، فإننا نحث جميع مكونات جماعة أكادير على العمل على تجاوز كل الإكراهات والمعيقات التي تقف أمام المضي قدما من أجل الوفاء بالتزاماتنا في كل من برنامج التهيئة الحضرية 2020-2024 وبرنامج عمل الجماعة 2022-2027.
وفي ختام هذه الكلمة نتقدم بالشكر لجميع المؤسسات الشريكة والسلطات المحلية والمصالح الخارجية وشركات التنمية المحلية على تعاونها الدائم وانخراطها في تنزيل المشاريع التنموية للمدينة. والشكر الموصول للسيد الوالي على تتبعه اليومي لإنجاز برنامج التهيئة الحضرية لأكادير.
أتمنى لأشغال دورتنا هذه النجاح والتوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته